• 2021-12-22

ماذا يعني تكريم المرأة ؟؟

أو في يوم المرأة من الأولى بالتكريم

تحت شعار "المرأة البحرينية في التنمية الوطنية .. مسيرة ارتقاء في وطن معطاء" احتفلت مملكة البحرين يوم الأربعاء الموافق للأول من ديسمبر2021م بيوم المرأة البحرينية، وهذه السنة الثالثة عشر على الاحتفال بهذه المناسبة منذ أطلقته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة،قرينة عاهل البلاد المفدى حفظهما الله عام 2008م.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [سورة الحجرات:13]" وفي هذا تقرير إلهي بأن الخلق لا يستقيم إلا بجناحيه وهما الذكر والأنثى. وفيه إشارة لمساواة الخلق أمام الله في التكليف والتشريف، ولم يكرم دينٌ المرأة كما كرمها الإسلام وأعزها وأعد انتقاص مكانتها من قبيل النكوص للجاهلية البغيضة. بل لا تجيز الشريعة الغراء أن ينتقص الرجل من مكانة المرأة تحت أي مسوغ أو مبرر وعدّ ذلك من الظلم لأن الخلق عيال وأحبهم لله أنفعهم لعياله ذكورا كانوا وإناثًا.، ولقد خلد القرآن الكريم قصصا لنساء تتلى إلى يوم القيامة فمن ذلك قصة سارة زوجة سيدنا إبراهيم الخليل وهاجر أم نبينا إسماعيل وكذا قصة آسية زوجة فرعون مع نبي الله موسى وغيرها من القصص القرآنية لنساء خالدات وأفرد سورة كاملة باسم مريم ابنة عمران البتول ليعلي من شأن المرأة ويظهر مكانتها، والنبي محمد صلى الله وعليه وسلم كان يحب المرأة حبا خاصا زوجة كانت أو أختا أو حتى بنتا. فحبه لبناته وأشهرها قصصه مع ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وكذا سيرته العطرة مع زوجاته التي بلغ فيها من اللطف والحب ما أعيا اليوم من يسمون أنفسهم بأنصار المرأة. وكانت آخر وصية له بأبي هو وأمي قبل أن ينتقل للرفيق الأعلى "استوصوا بالنساء خيرا".
وبمناسبة يوم المرأة البحرينية شهدت مملكة البحرين مؤخرا الكثير من حفلات التكريم والاشادة ببعض النساء البارزات ولهن دور ونشاط فعال في المجتمع، وإني أفهم من تكريم الكثير من الشخصيات النسائية الانسانية البارزة ، وذات النشاط الاعلامي أنه تكريم لأمهاتهن اللاتي وقفن خلفهن وربينهن، فلا ننسى فضل أمهاتنا اللاتي تعبن وتحملن الجهد الجهيد في تربيتنا ، فمجتمعنا البحريني المتواضع يزخر بالكثير من الأمثلة لتضحيات نساء فاضلات نجحن في اجتياز المصاعب وقدموا للوطن أبناء وبنات فاضلات.
وحين أسمع عن تكريم المرأة ترد في خاطري قصة إحدى الأمهات وأقول *أم فلان* وأمثالها هن الجنود المجهولات اللائي يستحقن التكريم بالفعل، واليوم وانا في حوار مع رئيس إحدى الجمعيات التطوعية ذكرت سيرة تلك المرأة بالخير وكيف أن الله وفقها في تربية عدد من الأبناء والبنات في ظل ظروف قاسية وصعبة ودخل بسيط يكاد يوفر الكفاف – مع زوج مريض وعاجز عن العمل - ونجحت في توصيلهن على أول طريق الحياة الناجحة بإذن الله، سائلا الله أن يبارك جهودها وترى نتيجة جهدها أمامها بفضل الله، واقترحت على رئيس الجمعية إن أحْيَانا الله إلى السنة القادمة أن نقوم ببحث حالات السيدات المجهولات الذين يقبعن خلف أسوار البيوت، ونعمل على تكريمهن في يوم المرأة البحرينية.
وأقول.. قد اخطأ وقصر من كرَّم المرأة يومًا في العام فالمرأة هي الحياة وعطاؤها أمًا وابنة وأختًا عاملة كانت أو ربة أسرة هو تكريم لقيمة الحياة. وقد وصانا الإسلام في المرأة أيما توصية ودعا للحفاظ عليها بتعاليمه المختلفة باعتبارها الجوهرة المصون وكذا باعتبارها أم الأجيال ومنشئة الرجال.
ختامًا ونحن نحتفل بيوم المرأة أنوه بفضل والدتي الكريمة (أم ناصر) منيرة بنت محمد مصطفى، والتي لم تحمل الشهادات العلمية الكبيرة ، لكنها أنجبت خمسة من الأبناء فأحسنت تربيتنا بمشاركة والدنا رحمه الله، فأنتجت رجالاً نجحوا و وفقوا في خدمة أمتهم ووطنهم، شافاها الله وعافاها ، وأنعم عليها بموفور الصحة والسلامة، ولا أنسى دور زوجتي الغالية (أم مصعب)حنان، والتي أنجبت لي المهندس مصعب، والإداريتين المتفوقتين أروى، وأمل بفضل تربيتها ومتابعاتها لدراساتهم في جميع مراحلها حتى تبوأوا جميعا أعلى المناصب خدمة لوطننا البحرين وخليجنا الواحد، فجزاها الله خير الجزاء على ما قدمت لأبنائها ومجتمعها.
رحم الله والدينا جميعا وأخواتنا وبناتنا وخالاتنا وعماتناوجيراننا وذراريهم وكل امرأة بذلت و أحسنت التربية وأنجبت ذرية صالحة واعية.